الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
لذلك كان تقدير المضاف في قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم أن تضلوا} (1) أي كراهية أن تضلوا أولى من تقدير حرف الجر ولا النافية أي: لئلا، كما تقدم (2).وأظهر ما يتصور تقليل مقدار المقدر في مباحث نزع الخافض في مبحث نزع المضاف، فإذا دل الدليل على تقدير مضاف كان أولى من تقدير مضافين من غير حاجة لتقديرهما، وهكذا إذا اكتفي بتقدير مضافين فهو أولى من تقدير ثلاثة مضافات.مثال ما كان فيه تقدير مضاف واحد أولى من تقدير مضافين، قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} (3) لما كان العجل لا يشرب، اكتفى الأكثرون بتقدير مضاف، أي: حب العجل (4) لأن الذي يشرب القلب المحبة "لكنه ترك ذكر الحب اكتفاء بفهم السامع لمعنى الكلام إذ كان معلوما أن العجل لا يشرب القلب، وأن الذي يشرب القلب منه حبه" (5).وقدر بعضهم مضافين، أي: حب عبادة العجل (6)، فنزع الأول (حب) وأقيم الثاني (عبادة) مقامه ثم نزع الثاني وأقيم (العجل) مقامه، على التدريج في نيابة المضافات بعضها عن بعض.- - - - - - - - - -(1) النساء: 176.(2) ينظر: 34.(3) البقرة: 93.(4) ينظر: جامع البيان: 2 /359، وإعراب القرآن: 1 /248، والبيان: 1 /109، والتبيان: 1 /93، وتفسير القرآن العظيم: 1 /291، ومغني اللبيب: 802.(5) جامع البيان: 2 /359.(6) ينظر: البحر المحيط: 1 /495.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 62- مجلد رقم: 1
|